رومانسية قلمي
4 مشترك
:: المنتدى العام :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
رومانسية قلمي
مساء جميل..
صدف أن وجدت هذا المكان، وبدأت في قراءة بعض النصوص التي هنا، أعجبني الرقي الذي يحمله الأعضاء.. دون أن أمارس تأخّيراً في الوقت لا يتحتمل، لأكون بينكم.. لولا بعض التعقيدات التقنيّة الخرقاء..! - والتي لابدّ منها -
/
\
/
\
(هو الحبّ)
مَدْخَلٌ
كُلَّمَا جَاءَ صَبَاحٌ
يَطِيْرُ عُصْفُوْرٌ
إِلَى نَافِذَةٍ لِيُنْصِتَ
إِلَى تَوْاشِيْحِ
لَحْنِ امْرَأَهْ.
قَدْ نَهَضَتْ مِنْ نَوْمِهَا
مُرْتَدِيْةً الحُقُوْلَ
وَفِي وَجْهِهَا
مَلَامِحُ مَاءٍ
وَالعِطْرُ.. البَنَفْسَجَ
وَيَدُهَا المِحْبَرَهْ.
تَذُوْبُ عَلَى فَمِهَا
رِيْشَةُ شَاعِرِهَا
وَتُبَارِكُ بِعَيْنَيْهَا
أَبْيَضَ وَرَقِه
وَتُخْفِي عَنْ وَجْهِهِ
الوَهَنْ.
مِنْ ثُقُوْبِ الوَقْتِ
وَتَسَاقُطِ القَلْقِ
وَجُذُوْرِ الحُزْنِ
الَتِي مَضَتْ عَمِيْقَاً
كَانَ شَاعِرُهَا
يَكْتُبُ نَشِيْدَ الوَطَنْ.
/
\
مَخْرَجٌ
بَرَقَتْ إِلَى بَالِي مَشَاهِدُ شَتَّى، صُوْرٌ.. عَبَرْتُبِهَا أَعْوَامَاً مَضَتْ، أَحْلَامٌ مَشَتْ خَطَوَاتٍ قَلِقْةٍ عَلَى عُشْبِالقَلْبِ، أَمَّانٍ.. نَبَضَتْ عَلَى غُصُوْنِ أَيَّامِي، وَتَسَاقَطَتْ عَلَى دَفْتَرِي.. حِكَايَاتُ الفَرْحِ، وَالحُزْنِ.
رَأَيْتُ أَنْهُرَ مَشَاعِرٍتَفِيْضُ عَلَى وَقْتِي، رَأَيْتُ الأُفْقَ.. وَالشَّمْسَ تَمِيْلُ إِلَى الغُرُوْبِ.. تَجِرُّ إِلَيَّ سَلَاسِلَ ظَلَامٍ.. تُخْفِي الخَيْطَ الأَبْيَضَ المَشْقُوْقِ عَلَى صَفْحَةِ السَّمَاءِ. تَكَثَّفَتْ نَظَرَاتِي إِلَى هَذَا الأُفْقَ.. لِأَرَى مَا سَيَنْجِبُهُ لِي غَدِي المَوْعُوْد.
______
فِي الإِزْدِحَامِ، وَإِنْشِغَالِي بِالضَّجِيْجِ المُتَصَاعِدِ، وَالانْتِظَارِ المَوْسُوْمِ عَلَى جَبِيْنِي، فِي وَسْطِ إِنْغِمَارِ الذِّكْرَيَاتِ المَنْسَيَّةِ، وَنَثِيْثِ الشَّوَارِعِ، وَالمَطَرِ الَّذِي يُهْمِي عَلَى نَافِذَةِ غُرْفَتِي.
فِي كُلِّ هَذَا..
كَانَتْ عَيْنَاكِ تَجْعَلَانِي أَصْحُوْ مِنْ نُعَاسِي المُؤَقَتْ
وَشَعْرُكِ.. يَعْبُرُ بِي حُقُوْلَ الحُبِّ
كُنْتِ أَيَّتُهَا الجَمِيْلَةُ تُوْرِقِيْنَ فِي قَلْبِي
كَشَجْرَةٍ وَحِيْدَةٍ فِي الصَّحْرَاءِ
تَرْتَعِشُ مِنْ دَفَقَاتِ الأَمْطَارِ المَجْنُوْنَة.
______
وَقَفْتُ أَرْقُبُ لَحَظَاتِ الإِغْتِرَابِ، وَالفُصُوْلِ الخَرِيْفِيَّةِ الَتِي مَرَّرْتُ بِهَا، وَلَعِي المَجْنُوْنِ بِالذِّكْرَى، الحَرْفُ القَاسِي.. صَمْتُكِ، بَوْحُكِ البَحْرَ القَصِيْدَةَ المُكْتَمِلَةِ التَّكْوُيْنِ.. بَوْحَ اليَّاسَمِيْنِ، وَإِحْتِفَالِ قَوْسِ قُزَحٍ بِالمَطَرِ،وَنَهَارَاتٍ لَمْ تَكُوْنِي فِيْهَا سِوَى زَائِرَةٍ تَجِيءُ وَتَرُوْحُ، وَرَسَائِلِ حُبِّ نَثَرْتِهَا أَيَّتُهَا الجَمِيْلَةُ، وَلِقَاءَاتٍ لِعَاشِقَيْنِ مُبْتَدِئَيْنِ.. يَخَافَانِ أَنْ تَعْتَقِلْهُمَا (القَبِيْلَةُ) فِي أَقْفَاصِ عُيِوْنِهَا.
______
مُبَلَّلاً بِالذِّكْرَى، أُدْخِنُ بِشَرَاهَةٍ سِيْجَارَةَ الأَحْلَامِ الَتِي تُرَاوْدُنِي، أَخْرُجُ إِلَى الشَّاطِيءِ لِأَتَأَمَّلَ وَقْعَ الزِّحَامِ، وَمُعَانَقَةِ الضَوْءِ جَسَدَ المَاءِ.
البَحْرُ يَا فَاتِنَتِي أَمَا كَانَ حِكَايَتُنَا الأَثِيْرَة، وَخَطَوَاتِنَا عَلَى الرَّمْلِ، وَالمَطَرِ الَّذِي لَمْ يَنْقَطِعْ عَنِ الغِنْاءِ مُنْذُ أَتَيْتِ، وَقَلْبِي المُتَدَثِرِ بِعَيْنَيْكِ. مُبَلَّلاً بَالذِّكْرَى.. كُنْتُ، عَارِيَا وَيَتِيْمَاً.. كُنْتُ، وَلَمْ يَكُنْ اخْضِرَارُ الحُقُوْلِ لِيُغْرِيْنِي بِلَذَّةِ الفَرَحِ، وَلَا العُبُوْرِ إِلَى أَزِقْةِ الرَّبِيْع.
______
حَتَّى هَذَا الصَّبَاحِ لَمْ أَنَمْ..
إِنَّمَا بَقِيْتُ
مُشْتَعِلاً بِبِرِيْقِ عَيْنَيْكِ
أَرْقُبْهُمَا
وَهُمَا يَزْدَادَنِ وَهَجَاً
لِيَقْتَرِحَا حُدُوْدَاً لِوُجُوْدِيْ.
______
تَأَمَّلْتُ وَجْهِي فِي المِرْآَةِ.. ارْتَبَكْتُ،وَكَأَنِي أَرَانِي مُوْغِلاً فِي غَابَاتِ النَّسْيَانِ، وَكَانَتْ عَيْنَاكِ أَمَّامِي.. كَانَتَا أَمَّامِي.. تَكْتُبَانِ عَلَى وَجْهِي.. وُصُوْلاً إِلَى الدَّهْشَةِ.. حِكَايَاتٍ مِنَ الشَّوْقِ وَالحَنِيْنِ، تَغْزُلَانِ خُيُوْطَ عُمْرِي الوُاهِنِ بِنُوْرِهِمَا، تُوْقِظَانِ أَيَّامِي مِنْ سُبَاتٍ كَانَ يُرَاوِدُهَا كُلَّ خَفْقٍ، وَانْهِزَامَاتٍ.. وَانْكِسَارَاتٍ، تَمْحِيَانِ أَحْزَانَ وَقْتِي، تُلَمْلِمَانِ فِي آَخِرِ الْلَّيْلِ أَوْرَاقِي الذَّابِلَة.
______
مَوَاسِمٌ مُؤَجْلَةٌ لَمْ تَبُحْ بِسِرِّهَا.. إِذْ تَقَّطْرَ فِي مَدَى عَيْنَيْهَا بِرِيْقُ الحَنِيْنِ، وَإِنْزِوَاهِمَا.. إِذْ أَسْتَبَدَّبِهِمَا الكُحْلُ.. خَلْفَ سِتَارِ الخَجَلِ، فَيَرْبِكُنِي هَذَا الوَهَّجُ المُتَصَاعِدِ، وَكَأَنِي أَنْظُرُ إِلَى صَفْحَةِ مَاءٍ.. وَأَرْتَبِكُ، وَتُوْقِظُنِي.
وَكُلُّ الَّذِي تَعَلَّمْتُ أَنْ أَحْتَرِقَ فِي وُجُوْدِكِ، وَابْتَسِمُ لِوُجْهِكِ.
فِي رَمْلِ السَّنِيْنِ القَادِمَةِ، رَأَيْتُ عَلَى وَجْهِي المُرْهَقِ.. وَطَنَاً، تَحَسْسَّتُهُ.. تَبِعْتُهُ، فَانْبَعَثْتُ مِنْ رَمَادِي، وَسَالَتْ عَلَى وَجْهِي لَحَظَاتٌ بَارِدَةُ، وَطَنٌ.. الحِكْمَةُ الَتِي آَمَنْتُ بِهَا.. خَلَاصِي، وَطَنٌ.. أَخَذَ يَسْحَبُنِي فِي عُمْقِ هَذَا الوُجُوْدِ.. وَأَنَا أَوْغِلُ، أَوْغِلُ، تَارِكَاً خَلْفِي الْلَّيْلَ المُخَبْئَ بِالهَزَائِمِ.. لِأَرْتَمِي فِي حُضْنِهِ.. الأَبَد.
هُوَ الحُبُّالرَّهَبَةُ
النُّوْرُالأَزَلِيُّ
يَنْحَدِرُ إِلَيَّ
كَتَرَاقُصِ الضَّوْءِ
فَوْقَ المَاءِ
وَمَا كُنْتُ أُبْصِرُ فِيْهِ سِوَاكِ..
أَيَّتُهَا النَّدَى الهَفِّ
المُتَسَاقِطِ عَلَى جَسَدِي
بِدَايَةُ خَطَوَاتِي
وَنِهَايَةُ أَشْيَائِي
مَأْخُوْذَاً بِعَيْنَيْكِ الجَمِيْلَتَيْنِ
صَوْتُكِ العَذْبِ
مُرَمِّمِ القُلُوْبِ المُتَهَدِمَةِ
هُوَ الحُبُّ
تَرَاقُصِ الأَنَامِلِ
فَوْقَ بَيَاضِ الوَرَقِ
وَخُطَاكِ عَلَى رُدُهَاتِ قَلْبِي
تَسَّرْبُلِ النُّوْرِ فِي دُكْنَّةِ (شُرْفَةِ فَجْرِي)
عَصْفُ الرَّعْشَةِ
فِي هَذَا الجَسَدِ
وانْهِمَارُ البَيَاضِ
فِي مَعَابِرِالرُّوْحِ
وَطَنٌ أَنْتِ
فَعَلَ بِي
كُلَّ مَا لَمْ
يَفْعَلْ الوَطَنُ.
تَدَافَعَ جَسَدِي خَارِجَ الغُرْفَةِ، مُثْقَلاً بِالخَطَايَا.. مُوْهَنََاً مِنْ فَرْطِ أَوْجَاعٍ لَمْ يَتَعَهَّدُهَا صَمْتِي، تَدَافَعْتُ.. أَخْطِفُ الفَرَحَ المُلَّفَعَ بِصَوْتِكِ، أَنْسَكِبُ فِي الفُؤَادِ.. حَتّى أَنْخَطِفُ فِي ضَوْءِ الِّلْقَاءِ.. إِذْ يَعْبُرُ بِي فِي زِحَامِ الوَقْتِ، أُسَرِّحُ الهَّمْسَ.. المَصْحُوْبِ بِأَنْفَاسِ الخَوْفِ، أَطُوْفُ حَوْلَ مَوُاقِدِ الرُّوْحِ المُشْتَعِلَةِ، وَانْعِتَاقِ هَذَاالخَاطِرِ.. وَتَنَاثُرِ أَحْرُفِهِ فِي الرِّيْحِ.
وَلَمْ تَهْدَأْ الرِّيْحُ
وَلَا وَرْدَةٌ شَمَّهَا القَلْبُ
لَمَّا انْتَظَرْ.
/
\
كَيْفَ أَوْغَلْتُ فِي عِشْقِكِ
حَتَّى أَرَانِي
أُشْعِلُ قَنَادِيْلَ السَّهَرْ.
/
\
أَرَى سَرِيْعُ قَلْبِي
وَخَطْوِي الأَطْوُلُ فِي الوَقْتِ
وَفِي الأَرْضِ
انْغَمَرْ.
غَيْمَةُ صَيْفٍ
تَفْتَحِيْنَ دَفْتَرَ مَطَرُكِ
فِي حَقْلِ أَنْفَاسِي
تُبَلْلِّيْنَ وَقْتِي
إِذْ صَارَتْ
يَدُكِ دَوَاةً
وَقَلْبِي سَطْرْ.
مِنْ كُتُبِ الحُبِّ القَدِيْمَةِ جِئْنَا
تَلَّبَسَنَا النُّوْرُ البَهِي
وَغَنَّتْنَا أَجْرَاسُ حَدَائِقِه
اوَالعِطْرُ.. نَامَ
إِذْ تَحَوَّلَ وُجُوْدُنَا
بَنَفْسَجَاً.. وَدِفْلَى
فِي القَلْبِ
أَزْهَرْ.
/
\
غَطَّتِ الفَرَاشَةُ
فَوْقَ شَعْرِكِ
وَأَتْكَئَ الوَرْدُ
عَلَى مُقْلَتَيْكِ
وَالعَصَافِيْرُ..
حَوَّلَتْ جَبِيْنَكِ مَسْرَحَ غِنَاءٍ
وَنَهَضَتْ مِنْ نَوْمِهَا
أَغْصُنِ الشَّجْرْ.
majd- عدد المساهمات : 215
تاريخ التسجيل : 04/11/2010
العمر : 29
رد: رومانسية قلمي
حلووووووو يامجوده
EMAN MRAYAT- الطالبات
- عدد المساهمات : 518
تاريخ التسجيل : 24/10/2010
العمر : 28
:: المنتدى العام :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى